الجمعة، 24 أبريل 2009

محتوي خطبة الجمعة

- تحدثت اليوم في خطبة الجمعة عن حفظ اللسان .. إذ يعتبر الإسلام الكلمة أمانة .. ويعتبرها مسئولية – مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة - ، فالله سبحانه شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة .. أصلها ثابت وفرعها في السماء .. وشبه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة .. إجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .

- ومن ثم فالله سبحانه وتعالي سيحاسب الإنسان عن الكلمة ..

سيجازيه بالثواب العظيم إن كانت الكلمة طيبة ، والتي قد تكون في صورة كلمة ثناء علي الله ، أو تعليم بضميرلأطفال وشباب الأمة ، أوإصلاح بين الناس .. بين أخ وأخيه أو صديق وصديقه أو رجل وزوجته ، أو فن يحتوي علي كلام هادف ومفيد ، أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر .

وكذلك سيعاقبه عقابا شديدا علي الكلمة الخبيثة ، والتي قد تكون في صورة غيبة ، أو نميمة ، أو فن هابط ، وغناء هابط ، وإطلاق للشائعات علي الناس ، والكذب ، والنفاق .

ويدلل علي ذلك .. ما رواه الصحابي بلال بن الحارث المزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال :

" إن الرجل ليتكلم بالكلمة .. من رضوان الله تعالي .. ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت .. يكتب الله له بها رضوانه إلي يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة .. من سخط الله تعالي .. ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت .. يكتب الله له بها سخطه إلي يوم يلقاه " . رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

- فحفظ اللسان علامة من علامات الإيمان :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت " . متفق عليه

- وحفظ اللسان يجعلك من أفضل المسلمين عند الله :

عن أبي موسي – رضي الله عنه – قلت : يا رسول الله : أي المسلمين أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " . متفق عليه

- وبحفظ اللسان يضمن لك النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - دخول الجنة :

عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : "
من يضمن لي ما بين لحييه – وهو اللسان- وما بين رجليه أضمن له الجنة " . متفق عليه


- ولذلك كانت أعظم وصية من النبي محمد لأصحابه حفظ ألسنتهم :

عن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قلت يا رسول الله : حدثني بأمر أعتصم به ؟.. قال : قل : " ربي الله ، ثم أستقم " ، قلت : يا رسول الله : فما أخوف ما تخاف علي ، فأخذ بلسان نفسه ،ثم قال : " هذا " . رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

- فيجب علي الإنسان أن يحفظ لسانه مما يغضب الله سبحانه .. حتي ينال رضا الله سبحانه في الدنيا وفي الآخرة ، نسأل الله سبحانه وتعالي أن يحفظ ألسنتنا ، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. آمين .