الأربعاء، 5 أغسطس 2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنعود قريبا بإذن الله

الأحد، 10 مايو 2009

وحدة الرسالات السماوية

حادثتني سيدة مسلمة ، وقالت لي أن من محاسن الدين الإسلامي .. أنه يعتبر نفسه امتدادا لرسالات الأنبياء والرسل السابقين – عليهم جميعا أفضل السلام – فقلت لها : صدقت .. فإيمان المسلم لا يكتمل إلا بإيمانه بجميع الأنبياء السابقين ، والإيمان بما أنزل عليهم جميعا ، وكان الإيمان بالبعض دون البعض – في الإسلام - خروجا عن دين الله وهديه ، وإذا كان الإسلام – حقا - يعترف ويقر بالرسالات السماوية السابقة .. في حين أن من يعتبرون أنفسهم ورثتها لا يعترفون بالإسلام ونبيه الكريم – وهذا في تقديري - الذي يفشل مؤتمرات حوار الأديان .. أنك تجلس أمام أناس أنت تعترف بهم ، وهم لا يعترفون بك .

والإسلام - بالمفهوم الذي تحدثنا عنه في التدوينة السابقة - الذي يعني : التسليم و الاستسلام والخضوع لله رب العالمين ، وإخلاص العبادة له وحده - عز وجل ، والسمع والطاعة له – سبحانه - فيما أمر أو نهي عنه .. ليس خاصا بأمة محمد - صلي الله عليه وسلم - وحدها ، وإنما هو الدين الذي ارتضاه الله - سبحانه – لخلقه ، وجاء به جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم – عليه السلام - وحتي خاتمهم محمد الكريم ..

وقد قرر القرآن الكريم – أصدق نص سماوي يوجد في عصرنا علي حسب إجماع المفكرين والباحثين المسلمين وغير المسلمين كما سنبين لاحقا – هذه الحقيقة ، فقال : " إن الدين عند الله الإسلام " . آل عمران : 19.

وسيدنا نوح – عليه السلام - يقول : " وأمرت أن أكون من المسلمين " . يونس : 72 .
وسيدنا إبراهيم – عليه السلام - قد مدحه الله – تعالي - لأنه أسلم وجهه لخالقه ، فقال : " إذ قال له ربه أسلم ، قال أسلمت لرب العالمين " . البقرة : 131 .
وسيدنا يوسف - عليه السلام - قال في ختام ثنائه علي خالقه ، وفي شكره له علي نعمه : " أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين " . يوسف : 101 .
وسيدنا موسي – عليه السلام - يخاطب قومه بقوله : " يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " . يونس : 84 .
وسيدنا عيسي – عليه السلام - عندما رأي من قومه الإصرار علي مخالفته ، وعلي جحود دعوته .. نادي ، وقال : " من أنصاري إلي الله " . الصف : 14 .
فأجابه الحواريون .. بكل صدق وإخلاص : نحن أنصارك وأتباعك الثابتون علي الحق .. ويقص علينا القرآن ذلك ، فيقول :
" فلما أحس عيسي منهم الكفر ، قال : من أنصاري إلي الله ، قال الحواريون : نحن أنصار الله ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا ءامنا بما أنزلت ، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " . آل عمران : 52-53

من جميع ما تقدم .. يتبين أن الإسلام بهذا المعني .. هو دين جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله ؛ لإخراج الناس من ظلمات الشرك إلي نور التوحيد ، ومن انغماسهم في الرذائل إلي التحلي بالفضائل .

السبت، 9 مايو 2009

بساطة الدين والعقيدة الإسلامية

من مميزات الدين الإسلامي – دائما علي حسب تعبير المسلمون الجدد – أنه بسيط وغير معقد .. مثل سائرالأديان الأخري ، وهذا هو السر في سرعة انتشار الإسلام في المجتمعات غير المسلمة ، ومن يقرأ العقائد والأديان الأخري يلحظ هذه الصعوبة .. التي قد تصل إلي أن يكون معتنق تلك العقيدة لا يحيط علما بعقيدته لصعوبتها علي الفهم .

بخلاف رسالة الإسلام .. فأبسط تعريف لها .. أن معناها : التسليم و الاستسلام والخضوع لله رب العالمين ، وإخلاص العبادة له وحده - عز وجل - ، والسمع والطاعة له – سبحانه - فيما أمر أو نهي عنه .

وفي نظري خير تعريف للإسلام .. هو ما أجاب به نبي الإسلام محمد - صلي الله عليه وسلم - جبريل - عليه السلام - حينما قال له : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟..

فقال : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

ثم قال له : فأخبرني عن الإيمان ؟.

قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .

ثم قال له : فأخبرني عن الإحسان ؟.

قال : أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك
.." متفق عليه "
بعد ما كتبت هذه التدوينة ، وقبل أن أرفعها علي المدونة ، وقع نظري في مكتبتي علي كتاب لواحد من هؤلاء الذين دخلوا في الإسلام عن اقتناع ، وأصبح من أبرز الدعاة إلي الإسلام ، وهو الدكتور/ مراد فلفريد هوفمان - السفير الألماني السابق ، ومستشار حلف الأطلنطي - يقول عن الإسلام في كتابه " الإسلام كبديل " - { طبع دار الشروق بالقاهرة } - : امتد الإسلام تاريخيا وجغرافيا .. وخلال بيئات وثقافات مختلفة علي امتداد شاسع من المغرب والجزائر غرب إفريقيا ، إلي ماليزيا وإندونيسيا شرق آسيا ، ومن تركيا في الشمال إلي جنوب إفريقيا .. الأصل والأساس الإيماني واحد : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فالله واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ليس له شركاء ، من الأزل إلي الأبد ، بل هو خالق الأزل والأبد ، وأكبر خطيئة في الإسلام هي الإشراك بالله ، والجزء الثاني من الأساس الإيماني في الشهادة : محمد رسول الله . فما جاء به محمد – صلي الله عليه وسلم - هو من عند الله .
يجب أن نجعل تلك الحقائق البسيطة نصب أعيننا ، ولا ننسي أن الإسلام – والكلمة والدين .. يعنيان التسليم لله – يضع الله وكلمته مركزا لكل شئون الحياة ..
وعرف " يوحنا سوكولوفسكي إس . جيه " الإسلام - في مقاله عن " السلام والإسلام " في " مجلة الفكر والحياة " ، 1983م العدد الثاني صفحة 145 - بأنه : التسليم لله الذي يجلب السلام ، ويهيئ المرء – كلا واحدا – للسلامة والصحة في بدنه وروحه .

الجمعة، 24 أبريل 2009

محتوي خطبة الجمعة

- تحدثت اليوم في خطبة الجمعة عن حفظ اللسان .. إذ يعتبر الإسلام الكلمة أمانة .. ويعتبرها مسئولية – مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة - ، فالله سبحانه شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة .. أصلها ثابت وفرعها في السماء .. وشبه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة .. إجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .

- ومن ثم فالله سبحانه وتعالي سيحاسب الإنسان عن الكلمة ..

سيجازيه بالثواب العظيم إن كانت الكلمة طيبة ، والتي قد تكون في صورة كلمة ثناء علي الله ، أو تعليم بضميرلأطفال وشباب الأمة ، أوإصلاح بين الناس .. بين أخ وأخيه أو صديق وصديقه أو رجل وزوجته ، أو فن يحتوي علي كلام هادف ومفيد ، أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر .

وكذلك سيعاقبه عقابا شديدا علي الكلمة الخبيثة ، والتي قد تكون في صورة غيبة ، أو نميمة ، أو فن هابط ، وغناء هابط ، وإطلاق للشائعات علي الناس ، والكذب ، والنفاق .

ويدلل علي ذلك .. ما رواه الصحابي بلال بن الحارث المزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال :

" إن الرجل ليتكلم بالكلمة .. من رضوان الله تعالي .. ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت .. يكتب الله له بها رضوانه إلي يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة .. من سخط الله تعالي .. ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت .. يكتب الله له بها سخطه إلي يوم يلقاه " . رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

- فحفظ اللسان علامة من علامات الإيمان :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت " . متفق عليه

- وحفظ اللسان يجعلك من أفضل المسلمين عند الله :

عن أبي موسي – رضي الله عنه – قلت : يا رسول الله : أي المسلمين أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " . متفق عليه

- وبحفظ اللسان يضمن لك النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - دخول الجنة :

عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : "
من يضمن لي ما بين لحييه – وهو اللسان- وما بين رجليه أضمن له الجنة " . متفق عليه


- ولذلك كانت أعظم وصية من النبي محمد لأصحابه حفظ ألسنتهم :

عن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قلت يا رسول الله : حدثني بأمر أعتصم به ؟.. قال : قل : " ربي الله ، ثم أستقم " ، قلت : يا رسول الله : فما أخوف ما تخاف علي ، فأخذ بلسان نفسه ،ثم قال : " هذا " . رواه الترمذي ، وقال حديث حسن صحيح .

- فيجب علي الإنسان أن يحفظ لسانه مما يغضب الله سبحانه .. حتي ينال رضا الله سبحانه في الدنيا وفي الآخرة ، نسأل الله سبحانه وتعالي أن يحفظ ألسنتنا ، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه .. آمين .