الأحد، 10 مايو 2009

وحدة الرسالات السماوية

حادثتني سيدة مسلمة ، وقالت لي أن من محاسن الدين الإسلامي .. أنه يعتبر نفسه امتدادا لرسالات الأنبياء والرسل السابقين – عليهم جميعا أفضل السلام – فقلت لها : صدقت .. فإيمان المسلم لا يكتمل إلا بإيمانه بجميع الأنبياء السابقين ، والإيمان بما أنزل عليهم جميعا ، وكان الإيمان بالبعض دون البعض – في الإسلام - خروجا عن دين الله وهديه ، وإذا كان الإسلام – حقا - يعترف ويقر بالرسالات السماوية السابقة .. في حين أن من يعتبرون أنفسهم ورثتها لا يعترفون بالإسلام ونبيه الكريم – وهذا في تقديري - الذي يفشل مؤتمرات حوار الأديان .. أنك تجلس أمام أناس أنت تعترف بهم ، وهم لا يعترفون بك .

والإسلام - بالمفهوم الذي تحدثنا عنه في التدوينة السابقة - الذي يعني : التسليم و الاستسلام والخضوع لله رب العالمين ، وإخلاص العبادة له وحده - عز وجل ، والسمع والطاعة له – سبحانه - فيما أمر أو نهي عنه .. ليس خاصا بأمة محمد - صلي الله عليه وسلم - وحدها ، وإنما هو الدين الذي ارتضاه الله - سبحانه – لخلقه ، وجاء به جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم – عليه السلام - وحتي خاتمهم محمد الكريم ..

وقد قرر القرآن الكريم – أصدق نص سماوي يوجد في عصرنا علي حسب إجماع المفكرين والباحثين المسلمين وغير المسلمين كما سنبين لاحقا – هذه الحقيقة ، فقال : " إن الدين عند الله الإسلام " . آل عمران : 19.

وسيدنا نوح – عليه السلام - يقول : " وأمرت أن أكون من المسلمين " . يونس : 72 .
وسيدنا إبراهيم – عليه السلام - قد مدحه الله – تعالي - لأنه أسلم وجهه لخالقه ، فقال : " إذ قال له ربه أسلم ، قال أسلمت لرب العالمين " . البقرة : 131 .
وسيدنا يوسف - عليه السلام - قال في ختام ثنائه علي خالقه ، وفي شكره له علي نعمه : " أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين " . يوسف : 101 .
وسيدنا موسي – عليه السلام - يخاطب قومه بقوله : " يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " . يونس : 84 .
وسيدنا عيسي – عليه السلام - عندما رأي من قومه الإصرار علي مخالفته ، وعلي جحود دعوته .. نادي ، وقال : " من أنصاري إلي الله " . الصف : 14 .
فأجابه الحواريون .. بكل صدق وإخلاص : نحن أنصارك وأتباعك الثابتون علي الحق .. ويقص علينا القرآن ذلك ، فيقول :
" فلما أحس عيسي منهم الكفر ، قال : من أنصاري إلي الله ، قال الحواريون : نحن أنصار الله ءامنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا ءامنا بما أنزلت ، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " . آل عمران : 52-53

من جميع ما تقدم .. يتبين أن الإسلام بهذا المعني .. هو دين جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله ؛ لإخراج الناس من ظلمات الشرك إلي نور التوحيد ، ومن انغماسهم في الرذائل إلي التحلي بالفضائل .

السبت، 9 مايو 2009

بساطة الدين والعقيدة الإسلامية

من مميزات الدين الإسلامي – دائما علي حسب تعبير المسلمون الجدد – أنه بسيط وغير معقد .. مثل سائرالأديان الأخري ، وهذا هو السر في سرعة انتشار الإسلام في المجتمعات غير المسلمة ، ومن يقرأ العقائد والأديان الأخري يلحظ هذه الصعوبة .. التي قد تصل إلي أن يكون معتنق تلك العقيدة لا يحيط علما بعقيدته لصعوبتها علي الفهم .

بخلاف رسالة الإسلام .. فأبسط تعريف لها .. أن معناها : التسليم و الاستسلام والخضوع لله رب العالمين ، وإخلاص العبادة له وحده - عز وجل - ، والسمع والطاعة له – سبحانه - فيما أمر أو نهي عنه .

وفي نظري خير تعريف للإسلام .. هو ما أجاب به نبي الإسلام محمد - صلي الله عليه وسلم - جبريل - عليه السلام - حينما قال له : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟..

فقال : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

ثم قال له : فأخبرني عن الإيمان ؟.

قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .

ثم قال له : فأخبرني عن الإحسان ؟.

قال : أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك
.." متفق عليه "
بعد ما كتبت هذه التدوينة ، وقبل أن أرفعها علي المدونة ، وقع نظري في مكتبتي علي كتاب لواحد من هؤلاء الذين دخلوا في الإسلام عن اقتناع ، وأصبح من أبرز الدعاة إلي الإسلام ، وهو الدكتور/ مراد فلفريد هوفمان - السفير الألماني السابق ، ومستشار حلف الأطلنطي - يقول عن الإسلام في كتابه " الإسلام كبديل " - { طبع دار الشروق بالقاهرة } - : امتد الإسلام تاريخيا وجغرافيا .. وخلال بيئات وثقافات مختلفة علي امتداد شاسع من المغرب والجزائر غرب إفريقيا ، إلي ماليزيا وإندونيسيا شرق آسيا ، ومن تركيا في الشمال إلي جنوب إفريقيا .. الأصل والأساس الإيماني واحد : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فالله واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ليس له شركاء ، من الأزل إلي الأبد ، بل هو خالق الأزل والأبد ، وأكبر خطيئة في الإسلام هي الإشراك بالله ، والجزء الثاني من الأساس الإيماني في الشهادة : محمد رسول الله . فما جاء به محمد – صلي الله عليه وسلم - هو من عند الله .
يجب أن نجعل تلك الحقائق البسيطة نصب أعيننا ، ولا ننسي أن الإسلام – والكلمة والدين .. يعنيان التسليم لله – يضع الله وكلمته مركزا لكل شئون الحياة ..
وعرف " يوحنا سوكولوفسكي إس . جيه " الإسلام - في مقاله عن " السلام والإسلام " في " مجلة الفكر والحياة " ، 1983م العدد الثاني صفحة 145 - بأنه : التسليم لله الذي يجلب السلام ، ويهيئ المرء – كلا واحدا – للسلامة والصحة في بدنه وروحه .